فضيحة مجسر الزعفرانية: مشروع بـ41 مليون دولار يثير الجدل في العراق

فضيحة مجسر الزعفرانية: مشروع بـ41 مليون دولار يثير الجدل في العراق

تحول مجسر الزعفرانية في بغداد، الذي كان من المفترض أن يساهم في تخفيف الازدحام المروري، إلى موجة واسعة من السخرية والاستياء في الشارع العراقي وعلى منصات التواصل الاجتماعي. فبعد فترة وجيزة من افتتاحه، تفاجأ المواطنون بتحول أجزاء منه إلى ما يشبه "الشلال" أو "النافورة المائية" بسبب تدفق المياه بشكل غير طبيعي من بنيته التحتية . 

تفاصيل المشروع

المجسر، الذي تم افتتاحه في 28 أبريل 2025، كان جزءًا من مشروع "جسر غزة" الذي يربط منطقة الزعفرانية بطريق (دورة - يوسفية) السريع عبر نهر دجلة. ويبلغ طوله 620 مترًا وعرضه 20 مترًا، ويتكون من مسارين للذهاب والإياب. المشروع تم تنفيذه بتكلفة 41 مليون دولار، وكان من المفترض أن يكون منفذًا حيويًا لتخفيف الاختناقات المرورية في المنطقة . 

الخلل الهندسي الذي أثار الجدل

بعد أسابيع قليلة من افتتاحه، فوجئ سكان المنطقة بتدفق المياه بغزارة من فواصل وأجزاء مختلفة من جوانب المجسر، مما أثار موجة من التعليقات الساخرة على منصات التواصل الاجتماعي. البعض وصفه بـ"نافورة الزعفرانية"، بينما اعتبره آخرون "أحدث معلم سياحي مائي في بغداد".

ردود الفعل الرسمية

المهندس عباس كاظم، المشرف على المشروع، أوضح أن المشكلة ناتجة عن كسر في أحد أنابيب ماء الإسالة الممتدة أسفل المجسر، مما أدى إلى تسرب المياه بشكل غير متوقع. وأكد أن المجسر سيتم إغلاقه مؤقتًا لإصلاح المشكلة وتحويل مسار المياه لضمان عدم تكرار الحادثة . 

الانتقادات والمطالبات بالتحقيق

الحادثة أثارت تساؤلات حول جودة التنفيذ، حيث طالب العديد من المواطنين بفتح تحقيق شامل حول الشركة المنفذة وآليات الرقابة على المشروع. كما أبدى خبراء هندسيون مخاوفهم من أن يكون الخلل ناتجًا عن ضعف في التصميم وليس مجرد مشكلة في أنابيب المياه.

فضيحة مجسر الزعفرانية تعكس التحديات التي تواجه مشاريع البنية التحتية في العراق، حيث تبرز الحاجة إلى رقابة أكثر صرامة لضمان تنفيذ المشاريع وفقًا للمعايير الهندسية المطلوبة. ومع استمرار الجدل، يبقى السؤال الأهم: هل سيتم محاسبة الجهات المسؤولة، أم أن القضية ستُطوى كما حدث في مشاريع أخرى؟